الجمعة، 11 مارس 2011

ديماغوجية شديدة !

نادرا ما أدخل السينما ، و عدد الأفلام التي شاهدتها داخل قاعاتها المغلقة محدود . فيلم السفارة في العمارة كان أحد هذه الأفلام . و بغض النظر على تحفظاتي على الفيلم ، إلا أن الفيلم قدم فكرة فنية جديدة و عرض القضية المعني بها بصورة تحرك حماسة من يشاهده . استوقفتني جملة " ديماغوجية شديدة " لأني لم أكن أعرف معنى كلمة " ديماغوجية ". و ظللت لا أعرف معناها منذ ذلك الحين حتى خطرت هذه الكلمة ببالي مرة أخرى ، فبحثت عن معناها في < جوجل > .

و تعريفها كالتالي في ويكيبيديا :
" استراتيجية سياسية للحصول على السلطة والكسب للقوة السياسية من خلال مناشدة التحيزات الشعبية معتمدين على مخاوف وتوقعات الجمهور المسبقة، عادة عن طريق الخطابات والدعاية الحماسية مستخدمين المواضيع القومية والشعبية.

أما اليوم ، فهي تدل على مجموعة الأساليب والخطابات والمناورات والحيل السياسية التي يلجأ إليها السياسيون لإغراء الشعب أو الجماهير بوعود كاذبة أو خداعه وذلك ظاهرياً من أجل مصلحة الشعب، وعملياً من أجل الوصول إلى الحكم. قد اعتاد الكثير من السياسيين اللجوء لاستخدام أساليب السفسطة واللعب على مشاعر ومخاوف الشعوب، ويعتبر بعض السياسيين أفضل من غيرهم وربما محترفون في ذلك. وعليه فهي خداع الجماهير وتضليلها بالشعارات والوعود الكاذبة. والديماغوجية هي أحد الأساليب الأساسية في سياسة الأحزاب البرجوازية. وهي موقف شخص أو جماعة يقوم على إطراء وتملق الطموحات والعواطف الشعبية بهدف الحصول على تأييد الرأي العام استناداً على مصداقيته. والديماغوجي هو الشخص الذي يسعى لاجتذاب الناس إلى جانبه عن طريق الوعود الكاذبة والتملق وتشويه الحقائق ويؤكد كلامه مستنداً إلى شتى فنون الكلام وضروبه وكذلك الأحداث، ولكنه لا يلجأ إلى البرهان أو المنطق البرهاني لأن من حق البرهان أن يبعث على التفكير وأن يوقظ الحذر، والكلام الديماغوجي مبسط ومتزندق، يعتمد على جهل سامعيه وسذاجتهم. وتطلق أحياناً على المتمدنين أي سكان الأرياف الذين سكنوا المدن "

-

ما يستوقفني في هذا التعريف أنه هو الحال في كثير من البلدان و خصوصا بلدان العالم الثالث . حيث يكون هناك تلاعب بعواطف البشر و محاولة إخافتهم ، و بالطبع هذا يكون أسهل في بلاد تعم فيها الأمية و الجهل و التخلف .  لذلك فالتصدي لهذه الديماغوجيا لن يكون إلا بتحقيق الوعي و نشر التعليم الراقي القائم على المنطق و البرهان . و بحمد الله إذا نظرنا لمصر ، سنجد أن الفرصة مواتية لنحقق الوعي المطلوب للبشر .  إذا لم يستغل المثقفون و أصحاب الكلمة المسموعة هذه الفرصة ، فسيكونون مقصرين في حق وطنهم الذي يحتاج إليهم .
لأننا لا نريد ديماغوجيا مرة أخرى !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق