السبت، 26 فبراير 2011

كيف تحكمون ؟

ما نبنيه من آراء تجاه الأشخاص  يحدد نمط سلوكنا و طريقة تعاملنا معهم  . لكننا نختلف عن بعضنا في تكوين آرائنا . من الناس من يكوّن رأيه عن شخص ما من خلال ما سمعه عنه فقط ، ومن الناس أيضا من يكوّن رأيه من خلال مواقف محدودة  ، و قد يكتفي البعض بمشاعره مرشدة له  !

إن اكتفينا بما نسمع ، فقد نترك فرصة لأصحاب النفوس الضعيفة ممن يروجون للأكاذيب و الشائعات من أجل النيل من سمعة الناس و تشويه صورتهم. و إن اكتفينا بما نسمع ، فقد نأمن لأشخاص لا يستحقون أن نأمن لهم . لا أقصد هنا سوء الظن ، و لكني أقصد الحذر و الحكمة و التروي  .

وعن الظن ، أذكر الآية القرآنية الكريمة التي تقول :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)[الحجرات: 12]

 

 تفسير ابن كثيرلهذه الآية :

( يقول تعالى ناهياً عباده المؤمنين عن كثير من الظن، وهو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله؛ لأن بعض ذلك يكون إثماً محضاً، فليتجنب كثير منه احتياطاً. وروينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً، وأنت تجد لها في الخير محملاً. )

فكفى بهذا الشرح الجميل و التبيان الرائع .


إن الإنسان قد يمر بمواقف تخرجه عن طبيعته لفترات طويلة أو قصيرة. فعندما نتعرض لضغوط العمل مثلا ، نصبح أكثر قابلية للغضب و قد يظهر بنا صفات ليست بنا كالعصبية و عدم إحترام الآخر ، رغم أنها ليست من طباعنا الحقيقية . فكيف نحكم على الناس من خلال موقف واحد أو مواقف محدودة ؟! فربما تكون ليست هذه طبيعتهم الحقيقية وهي مجرد طباع طارئة و ليست دائمة .


أعتقد أننا نحتاج إلى تجديد ثقافتنا ، و لا بد أن يكون بداخل ثقافتنا الجديدة وضع إعتبار للنظرة الموضوعية لكل شىء - ومنها الحكم على البشر -  دون أن تختلط تلك النظرة بالعواطف سواء كانت سلبية أو إيجابية . و إني حقا أحب تلك الحكمة التي تقول " لا تصدق كل ما تسمع ، ولا نصف ما ترى "


فإذا كنا  لا نرغب في أن يحكم علينا الأشخاص بتسرع و لا نرغب في أن يحكموا علينا من خلال زاوية واحدة و ألا يأخذوا إنطباع عنّا من خلال موقف واحد ، فلماذا يفعل أغلبنا ذلك مع الاخرين !









 

الخميس، 24 فبراير 2011

" تكلم حتى أراك "

من الكلمات الشهيرة للفيلسوف سُقراط هي " تكلم حتى أراك " . و لأن لساننا هو المفتاح الأول الذي يعبر عن مكنون قلوبِنا ، فقد اخترت "  تكلم " ليكون عنوان لمدونتي . هي كلمة أوجهها لنفسي و لمن يدخل ليتصفح كل ما أكتبه هنا. و يجب الإشارة الى أنها ليست دعوة للثرثرة  ،  و لكنها دعوة إلى أن نتخلى عن التمسك بالمظاهر و الإهتمام بها ، و دعوة  إلى أن نوجه اجتهادنا إلى ذواتنا و أرواحنا  ، فما الواحد منّا إلا ما ينطقه من كلمات .

قال رسول الله - صلى الله  عليه و سلم :" من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ".  فهي دعوة إلى التحدث بالخير، و لكي نتحدث بالخير فإننا نحتاج إلى إصلاح أنفسنا و أن نميز حقا بين الخير و الشر حتى نستطيع أن نعرف إذا ما كنا ننطقه خيراً أم شراً .


اللهم أرنا الحق حقا ً و ارزقنا اتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه .